من ديوان العرافة 1986
للشاعر الكبير الدكتور/عزت سراج
ـــــ
اللَّوْنُ الأَصْفَرُ
ـــــ
مَا زِلْتُ أُقَاوِمُ شَيْئًا فِي أَوْرِدَتِي
شَيْئًا سِحْرِيًّا
يَتَسَلَّلُ عَبْرَ خَلايَايَ
إِلَى أَلْوَانِي الْمُخْتَبِئَةِ
تَحْتَ عُرُوقِي
لا يَبُوحُ بِأَسْرَارِهِ
يَتَقَوْقَعُ
دَاخِلَ شَرْنَقَةِ الرِّيحِ
يَتَلَوَّى
كَالثُّعْبَانِ
إِلَى رِئَتَيَّ
أَقْبِضُ يَدَهُ
حِينَ أَرَاهَا
عَارِيَةً
تَجْلِسُ فَوْقَ عُيُونِي
تَغْزِلُ ثَوْبًا
فِي غَسَقِ الرُّوحِ
ثُمَّ تَمُدُّ يَدَهَا
إِلَى عُصْفُورِ النَّارِ
تُطْلِقُهُ
عَبْرَ الْمَجْهُولِ
إِلَيَّ
يَأْتِينِي الْعُصْفُورُ
مَسَاءً
يَصْرَعُنِي
مُنْدَهِشًا
مِنْ جَبَرُوتِ اللَّحْظَةِ
حِينَ يَرَاهَا
عَارِيَةً بَيْنَ يَدِيَّ
حَامِلَةً
طِفْلاً
لَمْ يُولَدْ بَعْدُ
أَصْرَعُهُ
فَي زَهْوٍ
أَدْخُلُهَا ثَانِيَةً
مُنْتَصِرًا
أَتَمَدَّدُ فَوْقَ دَمِي
أَعُودُ
أُقَاوِمُ
شَيْئًا فِي أَوْرِدَتِي
مَا زِلْتُ
أُقَاوِمُ
هَذَا اللَّوْنَ الأَصْفَرَ 0
ـــــ
من ديوان العرافة 1986
للشاعر الكبير الدكتور/عزت سراج