من ديوان العرافة 1986
للشاعر الكبير الدكتور/عزت سراج
ــــــ
الْمَـائِـدَةُ
ـــــ
كَالْجَبَلِ الْمُتَدَاعِي
أَتَفَتَّتُ فَوْقَ الْمَائِدَةِ
تَتَلاشَى
مِنْ ذَاكِرَتِي
أَوْرَاقِي الْخَرْسَاءُ
تَتَنَاهَى
أَسْفَلَ دَوَّامَاتِ الظَّمَأِ الْمُتَتَابِعِ
عَبْرَ دَهَالِيزِ الصَّمْتِ 0
****
أَخْرُجُ مِنْ صَوْتِي
أَرْفَعُ سَيْفًا
فِي وَجْهِ الْبِنْتِ الْغَجَرِيَّةِ
تَلْبِسُ وَجْهِي
نَتَدَاخَلُ
فِي ذَاكِرَةٍ
حُبْلَى بِالأَوْجَاعِ
نَغُوصُ
فِي لُجَّةِ الْمُحِيطِ
نَبْحَثُ
عَنْ خَارِطَةٍ لِلْبِلادِ الْمُسْتَحِيلَةِ
أَلْبِسُ وَجْهَهَا
نَتَلاحَمُ
فِي ذَاكِرَةٍ مُشْعَلَةٍ
نَتَسَاقَطُ
فَوْقَ الْمَائِدَةِ
يَأْكُلُ إِصْبَعِي
خِرْتِيتٌ
يَخْتَبِئُ تَحْتَ عَبَاءَتِهَا
يَأْكُلُ إِصْبَعَهَا
كَلْبٌ
يَجْلِسُ خَلْفَ الْبَابِ 0
****
أُحَاوِلُ غَلْقَ الْمَفْتُوحِ
تَفْتَحُ مَا أُغْلِقُهُ
أُحَاوِلُ فَتْحَ الْمُغْلَقِ
تُغْلِقُ مَا أَفْتَحُهُ 0
****
عَقَارِبُ السَّاعَةِ
تَسِيرُ لِلْوَرَاءِ
وَالْمَكَانُ مُلْتَحِمٌ بَسَاعَتِهَا
أَفْصِلُ الثَّوَانِي
أُطْلِقُهَا عَبْرَ الْمَجْهُولِ
نَسِيرُ
بِلا رِجْلَيْنِ
إِلَى عَتَبَاتِ النَّارِ
أَحْتَضِنُ النُّورَ
تَتْبَعُنِي الْبِنْتُ
إِلَى غَابَاتِ الْمَرْجَانِ
أَشْرَبُ
مِنْ عَسَلِ الْكَوْثَرِ
تَشْرَبُ خَلْفِي
أَغْسِلُ ثَوْبِي
تَغْسِلُ
سَاقًا كَالْبِلَّوْرِ
تَرُشُ الْمَاءَ عَلَى وَجْهِي
أَرُشُّ الْمَاءَ
عُرْيَانَيْنِ
نَفْتَرِشُ الأَرْضَ
أَدْخُلُ
مَمْلَكَةَ النَّرْجِسِ
تَدْخُلُ خَلْفِي
****
دُقَّ الْبَابُ
فَتَحَتْ
كَانَتْ خَلْفَ الْبَابِ
كِلابُ الصَّيْدِ
خِرْتِيتٌ أَحْمَرُ
خَرَجَتْ مِنْ دَمِهَا
رَسَمَتْ دَائِرَةً
تَتَشَرْنَقُ فَوْقَ دَمِي
تَلِدُ الأُنْثَى
تَتَدَاعَى صَامِتَةً
كَالْجَبَلِ الْمُتَدَاعِي
أَتَفَتَّتُ فَوْقَ الْمَائِدَةِ
تَنْهَشُنِي كِلابُ الصَّيْدِ 0
ــــــ
من ديوان العرافة 1986
للشاعر الكبير الدكتور/عزت سراج