ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب
.. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس
من الضروري أن يعجبكم ما سأقول .. وليس علي أن أصدع رأسي بتحملكم .. لذا
لنبتعد عن المجاملات .. أنا شيخ مسن من النوع الذي لا يروق لأحد .. وأنتم
مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي .. هكذا نكون قد ابتعدنا عن
الرسميات البغيضة التي يصر البشر على استخدامها فيما بينهم .. اسمي ليس
مهما .. يمكنكم مناداتي باسم زورك .. ولا أود سماع كلمة واحدة عن معنى هذا
الاسم .
أعرف أن الكثير أتى يستمع إلي للبحث عن متعة الرعب .. أنا هنا لأخبرهم أن
القبور تكتظ بأمثالهم من الذين ظنوا أن الرعب متعة جميلة .. ثم ماتوا وفي
أعينهم نظرة ملتاعة عندما عرفوا الحقيقة ..
لا رعب في حكاية خيالية ألفها شخص ما أثناء فترة تأمل ... الرعب هو ما
تسمعه على لسان صديق ملتاع يحكي لك بعيون متسة ما حدث معه يوما .
سأتيح لكم الفرصة لمعرفة أكثر .. ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع ..
ستسمعون كل شيء منهم .. بألسنتهم .. هم يعرفون كل شيء .. لأنهم رأوه رأي
العين .. لا تسألوني من أنا .. تذكروا أنكم هنا لتسمعوا .. لا لتسألوا ...
وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجروا رؤوسكم .. لن يحدث فارقا عندي ..
تماما كما أنه لو انتزعت روحي مني في أحد نوبات الصرع الذي ابتليت به فلن
يحدث فارقا لديكم ... هكذا اتفقنا
ربما
يسعد البعض بهذا اللقاء .. لكنني لا أضمن أن تدوم هذه السعادة حتى
نهايته.. اللقاء هذه المرة سيكون مع السيدة الصغيرة فرجينيا كليم .. زوجة
بو .. إدجار ألان بو .