سجل تقرير ترجمته مكتبة الإسكندرية أن الشرق الأوسط احتل المقدمة في المناطق الأكثر تسليحاً في العالم، وأن الخسائر الاقتصادية في الشرق الأوسط بسبب "تكلفة الصراع" بلغت 12 تريليون دولار بين عامي 1991 و2010.
وقالت في بيان إن معهد دراسات السلام الذي تستضيفه أصدر الترجمة العربية لكتاب "تكلفة الصراع في الشرق الأوسط" الصادر عن مجموعة "ستراتيجيك فورسايت" في الهند، وهو عبارة عن تقرير يناقش التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للحروب في منطقة الشرق الأوسط ويقارنها بكلفة إحلال السلام.
وأفادت نائبة مدير المعهد عزة الخولي، أن تقرير "تكلفة الصراع في الشرق الأوسط" يهدف إلى إعطاء تقديرات شاملة لتكلفة الصراع وفوائد للسلام في الشرق الأوسط.
وأعد التقرير الذي يقع في 177 صفحة الباحثان سنديب ويسليكار وإلماس فوتهاللي، ويناقش في عشرة فصول التكلفة الاقتصادية والعسكرية والبيئية والاجتماعية والسياسية للصراع "والتكلفة على الشعب الفلسطيني وإسرائيل" وسيناريوات السلام في 2025.
وجاء فيه أن الصراع كلف الشرق الأوسط خسائر اقتصادية مقدارها 12 تريليون دولار بين عامي 1991 و2010 وأن "الشرق الأوسط هو المنطقة الأكثر تسليحا في العالم بجميع المقاييس من حيث نسبة الناتج المحلي الاجمالي المخصصة للنفقات الدفاعية والخسائر في أرواح المدنيين وعدد الشباب من الرجال المرتبطين بالقطاع الأمني في شكل أفراد أساس أو أفراد احتياط أو قوات شبه عسكرية".
وأضاف أن الشرق الأوسط "يتحمل أعلى نفقات عسكرية في العالم" حيث خصص ستة في المئة في المتوسط عام 2005 من الناتج المحلي الاجمالي للنفقات العسكرية. وحذر من أن تصير "موارد البيئة وخصوصاً ندرة المياه" سبباً في الصراع في المستقبل.
ووصف "الصراعات" في الشرق الأوسط بأنها "سياسية ذات أبعاد اجتماعية ودينية قوية... منذ عام 1948 وحتى 2008" في إشارة إلى ما يعرف في الأدبيات العربية بالنكبة عام 1948 حين أعلن تأسيس دولة لليهود في فلسطين والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر في نهاية عام 2008 والتي استمرت 22 يوماً وأودت بحياة نحو 1300 فلسطيني بينهم 410 على الأقل من الأطفال وإصابة نحو 5300 شخص بينهم 1631 طفلاً.
وسجل أن "الصراع كان له بالغ الأثر على الشعب الفلسطيني، فقد بلغ عدد الوفيات منذ انتفاضة عام 2000 أكثر من أربعة آلاف شخص، كما تزايد عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع عام 2006 لأكثر من مليون شخص". كما يعاني نحو 42 في المئة من الأسر الفلسطينية في المناطق التي تأثرت بجدار الفصل مشاكل في الوصول الى الخدمات الصحية. وقال أن "التأثير الأكثر تدميراً للصراع هو انهيار المؤسسات الفلسطينية".
وقدر كلفة التغيير بالنسبة الى العرب وأرباح السلام بمبلغ 52 مليار دولار، مضيفاً أن الصراع في الشرق الأوسط كلف اقتصاد العالم "أكثر بكثير من الظاهر"، إذ يتحمل ما بين 30 و50 في المئة "من محركات الإرهاب والحرب على الإرهاب وارتفاع أسعار النفط".