ضعيفمقبولجيدجيد جداًممتاز Jul 13 2010
د. علي جمعة: الإسلام أمرنا بغض البصر
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه.
وردت بعض الأسئلة نجيب عليها في هذا اللقاء على موقع "بص وطل" من بعض الشباب يقول:
يبرر بعضهم محاولاته للتحرّش بالنساء بارتدائهن لملابس غير لائقة ومثيرة للغرائز، وسؤالي هو هل جسد امرأة ترتدي ملابس فاضحة يُبرر للمغتصب أو المتحرّش فعله القبيح؟
في الحقيقة أن المرأة التي ترتدي هذه الأزياء الفاضحة المخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ترتكب إثماً ومعصية، وعندما يرتكب الناس مِن حولي الإثم والمعصية لا يكون ذلك مبرراً لي أن أُقلّدهم أو أن أسير في هواهم، أو أن أرتكب المعصية كما يرتكبون، والنبي صلى الله عليه وسلم حذّرنا من هذا المعنى، وربنا سبحانه وتعالى قال: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وقال: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
فكل إنسان سوف يُحاسَب محاسبة مستقلة، قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}، ولذلك فلا تزر وازرة وزر أخرى يُعدّ مبدأ عاماً في القرآن يُكوّن عقل المسلم الذي يستقل بالأعمال، ولا يجعل المعصية التي حوله دافعاً له إلى المعصية.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يكون أحدكم إمّعة، يقول أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، بل وطّنوا أنفسكم على أنهم إن أحسنوا فأحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا".. وهنا عبّر عن المعصية صلى الله عليه وسلم بالظلم؛ لأنك تظلم نفسك، نعم هذا الذي يَفتن الناس عليه وزر عند الله، وهذه المرأة التي تخالف شرع الله وتخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقع في الحرام، وأبداً ما كان الحرام دافعاً للناس أن يرتكبوا الحرام، ولا مبرراً لهم أن يتحججوا -إن صح التعبير- بهذه المعصية التي وقعوا فيها.
إن التحرّش بالنساء واغتصاب النساء من الكبائر، ولذلك فيجب على كل مسلم أن يتقي الله في هذا، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغض البصر، قال الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النظرة سهم من سهام إبليس"؛ بدأ بالنظرة، ولذلك حرّم موارد الاغتصاب وموارد التحرّش، وأمرنا بالعفاف وبالصدق وبالشفافية، وبمحاولة أن نبتعد عن ذلك، وقال: "يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة -كُلفة الزواج- فليتزوّج، ومن لم يستطِع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".
لم يُبرر رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما يحب بعض الناس أن يبرر لنفسه- أنه قد اضطر إلى الاغتصاب أو التحرّش، بل دعاه إلى الصيام وإلى العفاف، وإلى أن يكون ذلك الإنسان الطيب الرباني الذي لا تُؤثّر فيه ما حوله من المعاصي.