منتــــــــديات حيـــــــــــــــــــــــــــــاه
كيف تصبح ملكا 982068792
منتــــــــديات حيـــــــــــــــــــــــــــــاه
كيف تصبح ملكا 982068792
منتــــــــديات حيـــــــــــــــــــــــــــــاه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتــــــــديات حيـــــــــــــــــــــــــــــاه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف تصبح ملكا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
wahdan

wahdan


عدد المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 35

كيف تصبح ملكا Empty
مُساهمةموضوع: كيف تصبح ملكا   كيف تصبح ملكا Icon_minitimeالخميس أغسطس 19, 2010 10:34 pm

كيف تصبح ملكا
د. علي بن عمر بادحدح
الخطبة الأولى:

كثيرة هي المطالب التي تتعلق بها النفوس، وكثيرة هي المطامح التي تفكر بها العقول، وكثيرة هي المسالك التي يسعى إليها الطامحون، وتتفرق بالناس الدروب، وتختلف في ذلك الأفكار والآراء، ولعل أمر الدنيا يأخذ نصيب الأسد وقصب السبق في ذلك، كيف تصبح مليونيراً، كيف تصبح بليونيراً، دعوات وإعلانات وكتب ومؤلفات .

وأنقلكم إلى إعلان غير مألوف هو أعظم في بريقه واشد لفتاً للأنظار في عنوانه (كيف تصبح ملكاً) ولا شك أن هذه الأمنية قد لا تمر بذهنك أو بخاطرك كثيراً، لكنها لو سهلت لك أو قربت إليك فلا أظنك ترفضها.

يقول الحق جل وعلا في سياق قصة موسى عليه السلام: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ } [المائدة : 20] ولم يكن كل بني إسرائيل ملوكاً لكن الآية نصها واضح وصريح في هذا.

روى الطبري في تفسيره من حديث عبدالرحمن الحذلي عن عبدالله بن عمر بن العاص أنه جاءه رجل فقال له: ألسنا من فقراء المهاجرين، فسأله عبدالله بن عمر رضي الله عنه وقال له: أليست لك امرأة تأوي إليها – أي لك زوجة – قال: بلى، قال: أليس لك مسكن تسكنه، قال: بلى، قال: فأنت من الأغنياء، فأضاف الرجل قائلاً فإن لي خادماً، فقال له عبدالله بن عمر: فإنك إذاً من الملوك.

وكان ابن عباس يقول كما روى عنه أهل التفسير: الخادم والمرأة والبيت من حاذها كان ملكاً وكان الرجل بني إسرائيل إذا كانت له الزوجة والخادم والدار سمي ملكاً، لو اقتنعتم بهذا فإن كثير منكم ملوك. فهل تريدون هذا الملك أم تريدون ملكاً آخر؟

سأمضي معكم لنرى حقيقة الملك وحقيقة الغنى والثراء وحقيقة ما نراه في واقعنا وحياتنا اليومية، هذا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ولفظه هنا لمسلم يقول يخاطبكم يوجه حديثه إليكم: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم، إن كنت تشك أنك ملك أو أنك ثري فانظر إلى غيرك، هل تملك قوت يومك؟! ثمة من لا يملك، هل لك لباس يكسو عورتك؟! هناك من لا يجد ماء يستر به عورته.

وفي حديث ابن ماجه بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه أيضاً عبدالله بن عمرو بن العاص قال صلى الله عليه وسلم في إرشاد عظيم وفقه سديد وسياسة رشيدة: كلوا واشربوا وتصدقوا وألبسوا ما لم يكن يخالطه سرف ولا مخيلة.

إذا لم يكن ثمة إسراف ولا خيلاء وتكبر فتلك نعمة من الله وسع بها على نفسك واحمد الله وانظر إلى عظيم نعمته عليك، ليس حتى في مال وطعام وشراب بل في صحة بدنك وفي صلاح ولدك وفي استقرار أمرك وهدوء بالك وراحة نفسك وطمأنينة قلبك فإن نعم الله لا تعد ولا تحصى.

وأما المقدام فقد روى عن رسوله صلى الله عليه وسلم الحديث الذي أظنه مشهوراً يتداوله الناس وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطن وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.

سياسات اقتصادية وإرشادات صحية، كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا مالم يخالطه سرفاً ولا مخيلة لئلا يكون جنوح إلى طغيان بالنعمة يلهي وينسي ويقع به ما يقع به من الظلم والأذى ومن جهة أخرى ما الذي تحتاج إليه أتريد المال لتأكل فإنك لن تأكل أكثر مما يملأ معدتك وبطنك والفقير الذي لا يملك إلا القليل قد يأكل أكثر من الغني ذي المال الوفير لأن ذاك يحسب السعرات الحرارية ويحسب حساب الكولسترول وعنده أمراض وعنده توصيات طبية وإرشادات صحية وكثير وكثير مما ينفق عليه أضعاف ما ينفقه على تلك اللقمة التي يأكلها وهنا أقول ما الفرق بينك وبين أي غني أو ملك؟! هل سيأكل أكثر مما يملأ معدته؟! الجواب لا. هل سينام في أكثر من مساحة طوله وشيء من مساحة عرض سريره؟! الجواب لا. هل سيكون في قصره المنيف في غير حجرة واحدة؟! الجواب لا، ولكننا نفكر في أمور أخرى كثيرة.

وأنقلكم مرة ثالثة ورابعة إلى هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي تناول كل الأمور الصغيرة والكبيرة التي في حياتنا فقد ذكر هنا الأكل والشرب والطعام واللباس والأحوال التي تعتري الناس من الصرف والترف أو الخيلاء والكبرياء ثم هاهو ينقلنا ما بين الدنيا والآخرة لننظر نظر الإيمان لنقبل على الدنيا بمعانٍ وقناعات غير التي تشعلها أو يشعلها سعار الشهوات ها هو يقول صلى الله عليه وسلم: من ترك اللباس تواضعاً – والمقصود اللباس الجديد والفاخر – من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه وحسنه.

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي بردة قال: دخلنا على أم المؤمنين عائشة فجاءت بكساء ملبد التي يسمونها الملبدة وجاءت بإزار غليظ مما يصنع في اليمن وأقسمت فقالت: لقد قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هاذين الثوبين.

هذه معانٍ من القناعة ومعانٍ من نظرات الإيمان التي تؤثر الآخرة على الدنيا ومعانٍ من استحضار عظمة نعمة الله عز وجل والنظر إليها بما تستحقه من الحمد والمدح والشكر العملي لله سبحانه وتعالى لكن ثمة أموراً أخرى ذكرها الله جل وعلا في كتابه فللنظر إلى هذه التي ساقها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجلت إلينا في الآيات وإلى صور أخرى يذكرها القرآن وسنرى صورها العملية { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [آل عمران : 14] زُينت للناس خطفت الأبصار سبت القلوب شغلت العقول استنفذت الجهود قطعت الأواصر والعلائق أوجدت الأحقاد والضغائن زين للناس حب الشهوات فهل نمضي معها ونسير وراءها أم نجعل الميزان معتدلاً { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة : 24].

وهنا انتقل إلى بيت القصيد في صيفنا الساخن هذا فإنه مع حرارة الصيف تأتي كما يقولون حرارة الأسعار سعار الإنفاق لأنقلكم إلى صورة نحتاج إلى التأمل فيها.

في دراسة حديثة لم يمضي عليها شهر تقول إن نساءنا في بلدنا هذه ينفقن 5 مليارات من الريالات في أي شيء في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة فقط ليس في طعام ولا شراب ولا كساء ولا مركب وإنما في هذا المجال ولدينا كما تقولون الدراسة 64 مصنعاً متخصصاً في هذه الصناعة وتقول الدراسة إن الفتيات الشابات ينفقن في هذا المجال 70% مما تحت أيديهن من الأموال بمعدل يصل من 14 إلى 18 ألف ريال لكل فتاة.

لسنا نقول هنا إن هذا حرام لسنا نقول إن الزينة للمرأة غير مطلوبة ولا مرغوبة لكني أقول فلنفكر لو أننا استطعنا أن نخفض من هذه الكلفة 1% فكم سيكون التوفير وأترك الحساب لكم لأني ربما أذكر رقماً فيكون خاطئا ولكن كيف لو كان التخفيض أو التوفير بنسبة 10% أو حتى 50% لا أظن أن نساءنا سيمتن أو سينقلبن قبيحات إن خفضن مثل هذه النسب.

وأمضي بكم مرة أخرى إلى السياحة التي نضرب فيها بقصب السبق داخلياً وخارجياً أما في الداخل فإن أحدث دراسة لهذا العام إن الإنفاق المتوقع سيكون 13.2 مليار ريال للسياحة الداخلية فقط وأنها زائدة عن العام الذي مضى بنسبة 4% أما السياحة الخارجية فتقدر بـ 45مليار ريال ولو أننا في غير جمعة لقلت اضبطوا واكتبوا وهاتوا الآلات الحاسبة لنجمع هذه الأرقام بعضها مع بعض فنرى كم سنصرف.

وأضيف فقط إضافة أخيرة ما تنفقه نساؤنا لشراء الملابس في فترة رمضان والعيد استعداداً للعيد بلغ كما تقول دراسات اقتصادية إحصائية ملياراً و800 مليون ريال أيضا.

ولو أردت أن أمضي بكم إلى دراسات أخرى كم ننفق في الطعام وشرائه سواءً كان الطعام الذي نشتريه ثم نطبخه أو الطعام الذي نأخذه من المطاعم لوجدنا أرقاماً مهولة يكفي أن أشير إلى أن أحدث دراسة تقول إن أسرنا تنفق 40% من دخلها في الطعام والشراب.

وبعد ذلك هناك نسب أخرى وأن الدراسة عندما أجريت وجدت كثيراً من العادات التي فيها انفاق ومنها الأكل من المطاعم السريعة أو غير السريعة فقد ذكرت العينة في الدراسة أن 7.6% يذهبون إلى المطاعم يومياً وأن نحو 40% يذهبون أكثر من مرة اسبوعياً وأن نحو من أكثر من 50% يذهبون أكثر من مرة شهرياً.

ولست أريد أن أحصي وأكثر لكنني اعتقد أن هذا وغيره سيكون لا أقول بالمليارات وإنما مئات المليارات وقد يصل إلى ما يسمى بالترليونات التي ربما لا نعرف كم عدد أصفارها ولا نستطيع أن نكتبها أحياناً.

أفليس قليلاً من الترشيد في الانفاق (ما عال من اقتصد) { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف : 31].

أفليس هذا سيجعلنا قادرين على أن نوفر مالاً ينفعنا لا اقول تصدقوا به وإنما ادخروه لأنفسكم حتى يكون عندكم مال وفير ربما تنتفعون به في وجوه أخرى كثيرة.

وأقول تجربة لعلنا نجعلها لنا جميعاً لو أنك اتخذت قراراً بنسبة معينة وقلت فيه كل انفاق كمالي انفقه سأنفق منه 5% لوجه الله أو لادخار يستثمر وينتفع به في المستقبل فستجد أن المعادلة تتزن وأن الأمر يكون على وجه غير هذا الوجه الذي نحن في شأنه لا أتحدث الآن عن الأثرياء وإلا لذكرت إحصاءات وأرقام الدور والقصور والسيارات واليخوت التي كلها حسب علمي أي السيارات تسير على أربع كفرات وتمشي إلى الأمام وإلى الخلف ويركب فيها الناس لكن بعضها قد يبلغ ملايين الريالات فإن كنت ولابد فاعلاً فشيء من التوازن وشيء من القصد لا تشتري سيارات الفقراء إن كنت من الأغنياء لكن لم كل هذه المبالغات ولم هذا الاستبدال والتغيير ولم هذا الترف والتبذير { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا } وتذكر قول الحق جل وعلا {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء : 27] وتذكر { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ } وتذكر النتيجة التي أشار إليها القرآن {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ } [التكاثر : 1].

أصبحنا في لهو بما نستكثر من الأموال والأزواج والأولاد والدور والقصور والحسابات والأنواع المختلفة من ضروب الترفيه والاستهلاك حتى صرنا مقصودين بنوع جديد اسمه استهلاك التفاخر تبطل فيه النظريات الاقتصادية لأن أهل الاقتصاد يقولون إن الشراء والبيع بحسب العرض والطلب فإذا كانت هناك حاجة للقمح فإن الناس سيشترونه لكن ثمة اقتصاد آخر وهو اقتصاد الترف البضاعة التي تشترى فيه من مالا يحتاج إليه وقيمتها كلما ارتفعت كلما زاد الطلب عليها وليس العكس كلما رخصت كلما زاد الطلب عليها، لماذا؟! للتفاخر والتباهي، لأن حذاءه الذي يلبسه من نوع كذا أو ثوبه الذي يرتديه أو عطره الذي يتعطر به له تلك الماركة أو ذلك الاسم التي لنا فيها ما لنا من قصب السبق والانشغال بها والنظر إليها.

ولعلي هنا استحضرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كان في نفر من أصحابه فمر رجل حسن الهيئة حسن الثياب فقال الرسول بعد أن مر ما تقولون في هذا قالوا هذا حري إن قال أن يسمع وإن شفع أن يشفع ثم مر رجل بسيط رث في ثيابه ليست بذاك المنظر فقال الرسول ما تقولون في هذا قالوا هذا حري إن قال أن لا يسمع وإن خطب أن لا ينكح وإن شفع لا يُشَفَّع فقال: فإن هذا خير من ملئ الأرض من ذاك، لأن المقياس ليس هو المنظر ليس الوزن عند الله ليس بهذه الأموال وليس بالثراء وإنما بالإيمان والقناعة والرضا فقد نزل الملك على النبي صلى الله عليه وسلم لو شئت أن يكون الصفا والمروة ذهباً لكنه قال: بل أعيش فأشبع يوماً وأجوع يوماً أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

لسنا ندعو إلى ترك النعمة فإن ذلك مما لم يدعوا إليه رسولنا صلى الله عليه وسلم بل قد ورد في حديث صحيح عند البيهقي في الشعب من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لوالد أبي الأحوص: فإذا أتاك من الله مال فأظهر أثر نعمة الله عليك وكرامته كما روى ذلك أبو داود في سننه.

ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي فهذا ليس من باب التحريم ولكنا نقول قليل من ترشيد الإنفاق في الأمور الكمالية لئلا نكون من المترفين ونحن لا نحب أن نكون من أصحاب السرف والمخيلة فإنه قد ورد ذمهما وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهكذا وهكذا نحن بإيماننا بربنا ورضانا بما قسم لنا وقناعتنا بما رزقنا وبالنعمة الحقيقية التي بين أيدينا نحن لسنا أغنياء بل نحن ملوك على الحقيقة وإذا رشدنا في إنفاقنا في هذه المجالات التي تكثر في هذه الأوقات فإننا سنكون قادرين على أن نكتسب مزيد من الحسنات في الإنفاق في وجوه الخير أو مزيد من النعمة التي ندخرها ونستثمرها وتكون لنا من أسباب الإعانة على شؤون دنيانا.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا القناعة في قلوبنا والرضا بما قسم الله لنا في نفوسنا وأن يجعلنا أوثق بما عنده مما في أيدينا.



الخطبة الثانية:

أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله في كل آن وحين فإنها زاد المؤمنين إلى المثول بين يدي رب العالمين.

وإن أمر الإنفاق مما آتانا الله عز وجل أمر نحتاج فيه إلى مراجعة أنفسنا لئلا ندخل في مداخل الشيطان ومسالك الغفلة والنسيان { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } [الهمزة : 3] نعتز بأموالنا نركن إليها ننسى المنعم سبحانه وتعالى نسرف في إنفاقها أو نستخدمها فيما حرم الله أو صور أخرى هنا وهناك وننسى أن كل ابن آدم منا سيقف بين يدي الله وسيسأله ومن السؤال سؤال مضاعف عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله كره لكم ثلاثاً كره لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال.

وإضاعة المال من صورها الإنفاق الزائد عن الحد في الكماليات والترف الذي نشهد له صوراً كثيرة في قصور الأفراح والزواج في الأطعمة التي تلقى في المباهات والمفاخرة في كثير من الصور المرتبطة بهذه الأفراح.

صور كثيرة للأسف كلنا يقر بوجدها في مجتمعنا وكلنا قادر على أن يكون عاملاً من عوامل التغيير ولو على الأقل في ذاته وفي نفسه وفي أسرته وربما في قرابته أو حيه.

ونحن نحتاج إلى ذلك فإن إضاعة المال قد ضربنا لها أمثلة حتى في بعض الممارسات القبيحة المذمومة المحرمة في شؤون كثيرة كالمخدرات والتدخين وغيرها وغيرها.

وهناك الكثير والكثير ونحن مع ذلك كله أحياناً نجمع بين حشة وسوء كيلة كما يقال نجمع بين هذا الإنفاق المترف وبين السخط والنظر إلى من هو أعلى منا ونقول ظروفنا صعبة وحالتنا المادية قاسية وجزء من ذلك له سبب إيماني لأننا ليس لدينا الرضا التام والقناعة الحقة والشكر الحقيقي لنعمة الله عز وجل من جهة ومن جهة أخرى لأن لدينا سوءً في الإنفاق وحسن السياسة المالية والاقتصاد (ما عال من اقتصد) من أحسن في هذه المعادلات ووزع الميزانيات وجعل للادخار نصيبه وللإنفاق في الضروريات أولويته وقلل من الإنفاق في هذه الجوانب التي يمكن الاستغناء عنها لوجدنا خيراً كثيرا ورزقاً وفيرا ولأصبحنا في الحقيقة ملوكاً بالتعريف الحقيقي للملك لأن صاحب الملك ماذا يطلب؟! يطلب الملك لكي يجد ما يريده تحت طلبه، ولماذا يريد ذلك؟! حتى يدخل السرور والسعادة والرضا إلى قلبه ونفسه فإن دخلت فيكفي ذلك.

ولعلي أختم بقصة تراثية تاريخية لا يهمنا تصديقها أو صحتها قالوا إن ملك من ملوك الفرس رؤى رؤيا وعبرت له أن رجلاً من مملكته وهو أسعد الناس سيكون في كرسي ملكه بعده ولم يكن له ابن فأرسل جنوده ورجاله يبحثون عن اسعد الناس في مملكته لأن صاحب الرؤيا قال له لكي يثبت ملكك خذ قميص أسعد الناس والبسه فسيكون الملك فيك وسيكون لك ذرية من بعدك فذهبوا وذهبوا وشرقوا وغربوا ولم يجدوا أحداً وكانت مجموعة من الجند في مكان نائي في صحراء أو في مكان فيه أشجار وإذا بهم يجدون عشة صغيرة وجلسوا يرتاحون تحت الشجرة وبجوارها هذه العشة وإذا بهم يسمعون من داخلها رجلاً يتحدث ويرفع صوته ويقول: الله إنني اسعد ليس هناك أسعد مني فسمعوا ذلك فطارت عقولهم لم يطرقوا باباً وإنما دخلوا على بيته فهدموه وقبضوا عليه ويأخذوا قميصه إلى الملك لتنتهي المشكلة لكنهم وقعوا في مشكلة كبيرة لأن هذا الرجل الذي كان يقول إنه أسعد الناس كان عاري البدن ليس عنده قميص فلم يكن عنده شيء ليعطوه لملكهم فعرفوا الحكمة التي قالها من قالها أن السعادة والملك ليست فيما في اليد ولكن فيما في القلب.

نسال الله أن يرزقنا الغنى في قلوبنا وأن يرزقنا القناعة في نفوسنا وأن يجعلنا أوثق بما عنده بما في أيدينا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AhmEd MahEr
Admin
AhmEd MahEr


عدد المساهمات : 403
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
العمر : 33
الموقع : www.hayaah.com

كيف تصبح ملكا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تصبح ملكا   كيف تصبح ملكا Icon_minitimeالسبت أغسطس 21, 2010 12:49 pm

شكرااااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hayaah.com
 
كيف تصبح ملكا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــــــديات حيـــــــــــــــــــــــــــــاه :: المنتدى الإسلامي :: ¨°o.O ( الإسلامي العام ) O.o°"-
انتقل الى: